الأدب وقضايا المجتمع

0
الأدب ظاهر اجتماعية تنشـأ من خلال التفاعل بين الأديب والمجتمع الذى يعيش فيه ، فهو يتـأثر به في سلوكه ورؤاه وأفكاره ثم مع الوقت يحقق التفاعل آثاره ، فيكتب الأديب  ليصور مجتمعه من ناحية وليضمن صوره الأدبية موقفه من المجتمع قبولًا ورفضًا ؛ولذلك تلوح فى الكتابات الأدبية فوارق كبيرة فيما يتصل بالموقف الاجتماعى وهى كلها فوارق بين الشاعر وغيره من المبدعين فى اللغة ، وقد اختلف المفكرون ونقاد الأدب حول مفهوم الالتزام فى الشعر خاصة ، وهو اختلاف قديم منذ افلاطون الذى استبعد الشعراء من جمهوريته ، وظل هذا الموقف من الشعر على مدار العصور يتفاوت  بين المؤيد له  والرافض ، وأيًا كان أمر تحقق الالتزام عند الشاعر فى العصور القديمة فمما لاشك فيه أن الشعر العربي فى النصف الثانى من القرن العشرين قد حقق لنفسه فاعلية كبيرة فى درجة التزامه بقضايا المجتمع وصور الحياة فيه ، وتخلص الشاعر من كثير الذاتية التى  صبغت  تجربته فى المرحلة الرومانسىة التى سادت إلى حد كبير فى النصف الأول من القرن العشرين ، وأصبح أكثر أرتباطًا بهموم المجتمع ومعاناة الناس وصور التحولات الطبقية وقضايا المرأة وظواهر التناقض المادية والمعنوية فى الحياة والسلوك ، وقد ظهر ذلك واضحًا فى تجربة الرواد فى مصر أمثال عبد الصبور وحجازى ثم متطورًا فى تجارب أمل دنقل ومحمد عفيفى مطر وفاروق شوشة وغيرهم ؛ ولكن الشعر تاريخ الشعراء الذين ينتمون إلى كل هذه الطوائف الاجتماعية يلتقون فى قصور الثقافة ومنتديات الأدب وقد جاء كل واحد منهم بحصاده من المفاهيم ومؤثراته الخاصة وتصوراته المختلفة ، فاختلط الفكر وبدأ يطور بعضه بعضًا ، ويعذى بعضه بعضًا ، ويؤثر بعضه فى بعض وهو الأمر الذى أدى إلى تنوع أشكال الكتابة  ومنطلقاتها وغاياتها  لدى الجماعات الأدبية المختلفة .



إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)