المعجم الشعري وخصائصه . د. ياسر الجمَّال .

0


لكي تكتمل ملامح الشعر الفنية ينبغي الوقوف على أسس الأدوات اللغوية للشاعر، وعلى رأسها ثروته اللفظية، وقدرته في إتقان بنائها، لأن مفردات تلك الأسس "جزء من كيانه الشعري" الذي لو جرد الشاعر منه لما بقي هنالك من فكرة شعرية"([1])
والمعجم الشعري : هو ذلك الرصيد الذي يكون الخطاب الشعري لدى أي شاعرٍمن الشعراء ، والذي يتسم بالخصوصية أو الذاتية  الناتجة عن قدرة المبدع في بث الطاقات الجديدة في هذه الألفاظ أو تلك مما يحويه خطابه الشعري .
وهو عند مجدي وهبة : "مجموعة الألفاظ المنتقاة  المستخدمة في تكوين القصيدة  وفي قاموس لونجمان : تلك المجموعة المختارة من الألفاظ للتعبير عن الأفكار"([2])، والمعجم الشعري من أهم الخواص الأسلوبية التي يتميز بها شاعر دون شاعر ، وهو يتكون من ركنين أساسيين ، الأول : في كمية الألفاظ التي يعتمد عليها المبدع في تكوين خطابه الشعري ، وهي تعتمد علي المخزون الثقافي له ، والشاعر الواحد قد يكون له عدة معاجم، بل القصيدة الواحدة قد تشتمل على أكثر من معجم ، ولهذا المعجم الشعري مفتاح مهم عما يدور في خلد ونفسية الشاعر ، وما يريد أن يبوح به .  
يقول الدكتور : أنس داود : لكل شاعر قاموسه الخاص، وخصائص أسلوبية معينة، ... ونستطيع أن نرصد حياة الشاعر برصد المعجم وملاحظة التغيرات  التي تليق به ، والبيئة اللغوية المصاحبة لكل مفردة ، ومدى الإضافة لهذا المعجم في فترات حياة الشاعر  المختلفة ، أو مدى الانتقاص منه ، ومدى الاعتماد على طائفة خاصة من هذا المعجم، وإطراح مجموعة معينة منه ، ولكل هذا دلالات في رصد تجربة الشاعر ، ورصد تطوره النفسي والثقافي ، وموقفه من همومه الذاتية ، ومشكلات مجتمعه وعصره.وكلما ترددت بعض الكلمات بنفسها أو بمرادفتهاأو بتراكيب يؤدي معناها  كونت حقلاً أوحقولاً دلالية ([3]). 
 ---------
[1]- شعر عبدالله شرف دراسة موضوعية وفنية: عبد العزيز اللعبون ، ص171
[2]-  معلقة زهير قراءة جديدة في ضوء وحدة القصيدة : د. زكريا عبد المجيد النوتي ،مكتبة الإيمان ، القاهرة ، 2011م،  صــــ118،119،120. 
[3]- معلقة زهير قراءة جديدة في ضوء وحدة القصيدة : د. زكريا عبد المجيد النوتي صـــــــــ    119،120. .


 


إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)