عن الإسكندرية حدث ولاحرج .

0


إن الإسكندرية تطل على بحر حالم ، فأمواجه الهوميرية تتدافع وترتد ،يحركها النسيم العليل من رودس وبحر إيجة .إن التنزه على شاطىء الإسكندرية يشعرك على الفور وكأنك تسير على حافة الهاوية ، مالسبب في ذلك ؟إنه ليس فقط تلك المدينة الإغريقية الحزينة المائلة أمامك ،وإنما أيضًا تلك الخلفية من الصحاري الممتدة إلى قلب إفريقيا ، إنها مكان الفراق الدرامي ، والقرارات النهائية والأفكار الأخيرة ، كل منا يشعر بنفسه ، مندفعًا إلى أبعد حد، إلى نهاية قدرته على الاحتمال ، فيتحول الناس إما إلى رهبان وراهبات أو شهوانيين أو نساك وذلك دون أى إنذار ، وكما يختفي الكثيرون ببساطة ، ويموتون هنا صراحة . إن المدينة لا تفعل شيئًا ! إنك فقط لا تسمع شيئًا سوى ضوضاء البحر وأصداء التاريخ العجيب .

- مسارات الشعر السكندري في النصف الثاني من القرن العشرين : ياسر الجمّال . 

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)