"
يرتسم سياق محدَّد في التعاطي مع المفاهيم ،وينطلق هذا السياق من الوحدة النظرية لأي
مفهوم ،وتتمثل تلك الوحدة في الدمج بين معنيين ، أولهما : المعنى في المفهوم خارج ممارسته
، أي المعنى العام في المفهوم ،الذي يتخطَّى الشروط البنيوية المجتمعية والتاريخية
الخاصة ، فالمفاهيم وإن كانت وليدة المجتمع والتاريخ ، فإن فيها معنى يعود إلى المعرفة
البشرية بشكل عام ، وثانيهما المعنى في المفهوم داخل ممارسته ، أي المعنى الخاص في
المفهوم ، الذي لا يتخطى الشروط البنيوية المجتمعية والتاريخية الخاصة ، فالمفاهيم
وإن كانت تدخل في تكوين المعرفة البشرية ككل ، فإن فيها معنى يعود إلى الشروط البنيوية
المجتمعية والتاريخية الخاصة التي أنتجتها ،ويطلق على المعنى في خارج ممارست تسمية
" الوجه العام في المفهوم " أو " المعنى المبدئي العام في المفهوم "
، في حين يطلق على المعنى في المفهوم داخل ممارسته تسمية " الوجه الخاص في المفهوم
" أو المعنى الخاص في المفهوم " ([1])
[1] - عبدالله إبراهيم : ماهي الإيديو لوجيا ؟ علم الأفكار أم أفكار من
دون علم ، دار التنوير للطباعة والنشر ، بغداد ، 2017، ص5.