مبدأ الحوار الحضاري في الإسلام .

0




 إن شريعة الإسلام ساقت من المبادئ السامية والآداب العالية والهدايات الرفيعة ما ينظم الخلافات والمحاورات والمناظرات التي تحدث بين الناس ما يجعلها تدور فى إطار المنطق السليم والفكر القويم والجدال بالتي هي أحسن، وما يجعل هدفها الوصول إلى الحق والخير ومنفعة الناس في حدود ما أحلة الله تعالى لهم والحوار أسلوب يقتضي وجود طرفين أو أكثر يدور بينهم كلام فى صورة حوار يقصد من ورائه الحكم على أمر ما إيجابًا أو سلبًا، والإسلام إذ يحاور مخاطبة، يأخذ بنظر الاعتبار كل مشاعرهم الظاهرة الباطنة وكل أعماقهم من أمثال  الفكر والحس والشعور والمنطق والإدراك. إن الحوار تجل لمستوى رفيع من مستويات الرقى الإنساني الذي يشيع التفاهم والتآلف والانسجام بين الأفراد والجماعات لأنه انفتاح بآرائه ونظراته على فكر الغير وعقله، وهو ظاهرة اجتماعية إنسانية تختص بالإنسان وتميزه عما عداه من المخلوقات، وبه يتكامل التفكير ويكتسب القدرة على استيعاب علوم الآخرين، وإثراء معارفه، كما أن الحوار مفهوم سياسي أيديولوجي  ثقافي حضاري، وهو قيمة من قيم الحضارة الإسلامية المستندة أساسًا إلى مبادئ الدين الحنيف وتعاليم السماء، وموقف فكرى وحالة وجدانية وتعبير عن أبرزا سمات الشخصية الإسلامية السوية وهي سمة التسامح.
 والحوار انعكاس لمستوى تطور وعي الفرد بالجماعة، بينما يمثل الانطواء على الذات والتقوقع داخلها مرحلة الطفولة والبدائية، لأن تجربة الواعي الذاتي مهما كانت عميقة تظل فى غياب الحوار جزئية فقيرة قاصرة .

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)