الكناية
لغة: ما يتكلم به الإنسان ويريد غيره. وهي مصدر كَنْيت َأو كَنْوتبكذا ، إذا تركت
التصريح به( )، واصطلاحًا:لفظ أُريد به غير معناه الذي و َضع له مع جواز إرادة
المعنى الأصلي لعدم وجود قرينة مانعة من إرادته( ).
وتعد الكناية ضرباً من الانحراف الدلالي ، والعدول بالألفاظ عن معناها الظاهر الذي
تؤديه بدلالا تها الوضعية إلى المعنى الخفي الذي يراد به الأسلوب .
ولذلك يعرفها عبد القاهر الجرجاني فيقول " أن يريد المتكلم إثبات معنى من
المعاني فلا يذكره باللفظ الموضوع له في اللغة ، ولكن يجىء إلى معنى هو تاليه
وردفه في الوجود، فيومى به إليه ، ويجعله دليلاً عليه، مثال ذلك هو طويل النجاد ،
يريدون طويل القامة ، وكثير رماد القدر يعنون كثير القرى ، وفي المرأة نؤم الضحى ،
والمراد أنها مترفة مخدومة لها من يكفيها أمرها ، فقد أردوا في هذا كله كما ترى
معنى ، ثم لم يذكروه بلفظه الخاص به ، ولكنهم توصلوا إليه بذكر معنى آخر من شأنه
أن يردفه في الوجود( ).
والتعريفات البلاغية لا تبعد قليلاً عن تعريف عبد القاهر الجرجاني ولذلك جاء من
تعريفاتهم " أن تذكر لفظة وتفيد بمعناها معنى ثاني هو المقصود " و"
أن تذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له "( ) .
ويأتي بعد ذلك المجاز ، وهو يعني استعمال الكلمة في غير معناها الحقيقي ، وهو
يقابل الحقيقة ، ولونظرنا إلى تعريفات البلاغيين رأيناها تدور في هذا الفلك ، وهذا
المضمار ، فمن هذه التعريفات قولهم " هو ما أريد به غير المعنى الموضوع له في
أصل اللغة " ، أو " هو اللفظة الموضوعة في غير موضعها لعلاقة "( )