يعد هذا النوع من الشعر المعبِّر " عن انفعالات قائله الشخصية وما يكتنف
وجدانه من مشاعر وخواطر وعواطف مختلفة... وما تنطوي عليه تلك العواطف والعوالم من
مستويات نفسية وفنية تتجاوز تلك الأحاسيس الفردية إلى تصوير أشواق الإنسان وطموحه
وقلقه وهمومه في مرحلة من شأنها
أن تثير في النفس
كل هذه الألوان من العواطف والأحاسيس"(([1]))وهو
أيضًا ،"الذي يصور
مشاعر الذات من حب وكره وفرح وحزن وغيرها"(([2]))،ويمثل اتجاهًا
جليًا في أعمال الشاعروإبداعاتهالشعرية.
والمتأمل في
واقع الشعراء والكتاب والظروف المحيطة بهم
لن يعجب من كون الكاتب يجعل من تلك
النزعة الوجدانية ملاذاً يخلص منه إلى
حديث الذات، ولذا "غلبت النزعة الوجدانية على الشاعر المعاصر الذي نحا بالكثير من شعره منحى الرومانسيين في
مصر الذين سيطرت عليهم تلك النزعة بدرجة
كبيرة"(([3]))
ولغلبة هذا النوع من الشعر على الشعر الذاتي المحض لديه وغيره من معاصريه أسباب تعود
إلى تضاؤل دور الأفراد في المجتمعات الحديثة، وبروز دور الشعب بصورة عامة(([4])).
وإذا
كان شعراء الرومانسية المغرقون في الوجدانية الذين تجمعهم المعاصرة كثيرين منهم ينحون بوجدانياتهم مناحي رمزية؛
بحيث ينسجون من ضياء الصباح ستور ظلمة، ومن صخب المدينة سحباً ريفية، ومن أمواج
البحر أهازيج عذرية، نبحث ونقرأ في منجزهم
الإبداعي فلا نكاد نجد إلا
اعتدالاً في تلك النظرات من حيث منطقية التعبير وصدق التناول .
([1])
- الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر: د.عبدالقادر القط،.
النهضة العربية، بيروت، ط2، 1401هــ. صـــ 490.
([2])
- العمل الأدبي بين الإبداع والأداء: د.السيد مرسي أبو ذكري،دار الطباعة الحديثة،
القاهرة،1987م. صــ 187.
