يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:
" والناس يظنون في رجال الدين -كما يسمونهم- جمودَ الحِسّ وسواد المزاج، وفقدان القدرة على تذوق الحياة..
وما أغرب الناس!!
إنهم يشتهون الدنيا وينحنون لمُلّاكها في ضراعة ووضاعة، وفي الوقت نفسه يحرِّمونها على علماء الدين، ثم يحتقرونهم لفقرهم، ولكل ما يستتبعه الفقر من مسكنة وقلق!
وكم يشعر الإنسان أنّه بين نارين: إن سكت عن حقه في الحياة ضاع واستمكن الرعاع من زمامه.. وإن طلبه قيل: طالبُ دنيا.. يُزاحم عليها!
وما أُنكِر من نفسي أني أحب الدنيا، ولَبِئْسَت هيَ إن كانت مُهادَنةً لظالمٍ أو إغضاءً عن مُنكر..
أما أن تكون دعمًا للحق وغنى عن الأدنياء فنِعِمّا هي.
ولست أطلب من الله سَعَةً تشغل عنه، بل أطلب سَعَةً تدفع إليه، وكثيرًا يُحَصِّن من زراية السفهاء ولَعِب الكبراء.
فإن كان ذلك بابًا إلى نقص العلم، أو هوان المنزلة يوم القيامة، فنرجو أن يجعل الله بيننا وبينه حجابًا غليظًا وأمدًا بعيدًا.
- محمد الغزالي : الجانب العاطفي من الإسلام.

