الفرق بين تقدير المرأة وبين استغلالها

0









 سفر المرأة

سفر المرأة وحدها يحتاج إلي الكثير من التروي ،ودراسة الرحلة كلها من الذهاب إلي الإستقرار ،وليس ذلك من قبيل التطير والتهمة واتباع الظنون ولكنه من قبيل الحيطة والصون والإطمئنان ،وقد روي الشيخان أن رجلا قال :-يارسول الله إن امرأتي خرجت حاجة ،وإني اكتتب في غزوة كذا وكذا ؟

قال:انطلق فحج مع امرأتك..! 

وتعطيل رجل عن الجهاد ليصحب إمرأته في حجها أمر له دلالته

والقاعدة الشرعية (درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح) 

وانطلاق امرأة علي ناقتها تطوي الطريق بالليل والنهار وحدها مظنة تهجم السفلة وقطاع الطرق عليها 

ولم تخل الدنيا قديما ولاحديثا من اولئك الأوباش الذين يستضعفون النساء وينتهزون فرصة لاغتصابهن! 

هل يتغير هذا الحكم إذا ساد الأمان؟

من الأئمة من رأي جواز سفر المرأة الحاجة في رفقة مأمونة فإن القافلة المأمونة تنفي القلق والوساوس ،ولعله يشهد لهذا ماصح عن عدي بن حاتم ،قال:

بينما أنا عند رسول الله -صلي الله عليه وسلم -إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ،ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل ،-وكان ذلك قبل أن تستقر دولة الإسلام وتبسط الأمن في أرجاء الجزيرة كلها -

فقال الرسول ياعدي :

هل رأيت الحيرة ؟ قلت :لم أرها وقد أنبئت عنها 

قال :فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتي تطوف الكعبة لاتخاف أحدا إلا الله! 

قلت فيما بيني وبين نفسي :فأين دعار طيئ الذين سعروا البلاد ؟

-كأنه يستبعدانقطاع دابر المفسدين--

ثم قال الرسول لعدي :ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسري

قلت:كسري بن هرمز؟-استعظاما للخبر-قال كسري بن هرمز 

قال عدي:فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة -علي شاطئ الخليج -حتي تطوف بالبيت لاتخاف إلا الله ،وكنت فيمن افتتح كنوز كسري بن هرمز) 

اقتطعت من الحديث النبوي مايتصل بموضوعنا ،وبقي تعليق مامنه بد! 

إن حضارة أوروبا شرقها وغربها واهية العلاقة بالله ،ذاهلة كل الذهول عن لقائه ،وهي مسعورة وراء مطالب الدنيا ورغبات الجسد ،وتكاد تستبعد الحلال والحرام عن ميدان الشهوات الجنسية ،ولها منطق مغرق في الإسفاف. 

وقد رأيت العالم الإسلامي مهزوم الشخصية أمام الحضارة الغازية مفتونابمباذلها قبل أن يكون معجبا بمآثرها ،ومن هنا فقد أقررت الجماعات الإسلامية علي رفض الرحلات المختلطة التي تنظمها الجامعات للطلاب والطالبات ،

وقلت:كل جماعة تكون علي حدة! 

وإذا سافرت الطالبات في رحلة كشف واستطلاع وثقافة وجب أن يكون عليهن حراسة قوية من مشرفات يقظات ذكيات.. 

لقد سمعت شكايات مفزعة لطالبات أمريكيات من ذئاب حاولن اغتصابهن ،

كما أني متشائم من وسائل الاعلام التي تدغدغ الغرائز ،وتوقظ الحيوان الرابض وراء جلود البشر! 

وديننا يجعل سلامة الأعراض من دعائم الإيمان ،ويجعل الخنا والقتل والشرك سواء في استنزال المقت الإلهي والعذاب الاليم. 

- محمد الغزالي:  قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة 

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)