يقول فضيلة الشيخ عطية صقر (رحمه الله):
[لو أنصف شبابنا الداعون بحماس إلى العودة إلى الدين ولهم تخصصات علمية – كالطب والهندسة والزراعة مثلا – لتركوا ميدان التعليم الديني والتوجيه الدقيق لمن يحسنه من المتخصصين فيه، وتفرغوا هم لاتقان تخصصاتهم وإفادة المجتمعات منها ، فهي في أهميتها لا تقل عن التخصص الديني، ولنتذكر جميعًا قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قيل : وكيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"[رواه البخاري].
من الغريب أن المتخصصين في فرع علمي لا يقبلون مزاحمة غيرهم لهم فيه، لا في الممارسة ولا في مجرد اللقب، فكيف يستسيغون مزاحمتهم للمتخصصين في المعرفة الدينية؟ هل العلم الديني بهذا الهوان الذي يسومه كل مفلس؟ لست بهذا داعيا إلى ما يسمى باحتكار الدين، أو خلق كهنوت خاص، له الأمر والنهي والتحكم في مصائر الناس، ولكن أدعو إلى العلم الصحيح، وبعد اتقانه والاطمئنان إلى كفاءة المتعلم، يكون له الحق كل الحق في تعليم غيره، وتولى قيادة التوجيه، شأن أي تخصص آخر، هو حق لكل راغب فيه، بعد التعلم والاستعداد له، بالأساليب التي اتفق عليها القائمون على مناهج التعليم..]
انظر: المنهج السليم إلى طريق الله المستقيم ، فضيلة الشيخ العلامة عطية صقر، مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، سلسلة البحوث العلمية، السنة الثانية والعشرون – الكتاب الثاني، 1412هـ - 1991م، ص 100-101.

