الصفحة الرئيسية المقالات خرج كولومبس للبحث عن الهند فوجد أمريكا خطأ، ووجدتنا أمريكا . خرج كولومبس للبحث عن الهند فوجد أمريكا خطأ، ووجدتنا أمريكا . Author - خاطرة وفكرة أكتوبر 15, 2025 0 يقول الشاعر الكبير محمود درويش في قصيدته "خطبة الهندي الأحمر: ما قبل الأخيرة أمام الرجل الأبيض ""هَلْ قُلْتُ: مَوْتى؟لا مَوْتَ هناك..هناكَ، فقط، تبديلُ عوالِم"سياتل زعيم دواميش1إذًا، نحْنُ منْ نَحْنُ في المسيسبّي. لَنَا مَا تَبَقّى لنامِن الأمْسِ /لكنّ لَوْنَ السّماء تغيّر، والْبحر شَرْقًاًتغيّر، يا سيّد الْبيض! يا سيِّدَالخَيْل، ماذا تُريدُمِنَ الذّاهِبِينَ إلى شَجَرِ اللّيْل؟/عالِيَةٌ رُوحُنَا، والمراعي مُقَدَّسةٌ، والنّجومْكلامٌ يضيءُ.. إذا أنْتَ حَدَّقْتَ فيهَا قَرأْتَ حكَايتَنَا كُلَّهَا:وُلدْنَا هُنَا بَيْنَ ماءٍ ونارٍ.. ونولَدُ ثانيةً في الْغُيومْعلى حافّة السّاحل اللاّزَوَرديّ بَعْدَ الْقيامَةِ.. عَمّا قليلْفلا تَقْتُلِ العُشْبَ أكثر، للْعُشبِ روحٌ يُدافعُ فيناعن الرّوحِ فيالأرضِ/يا سيّد الخَيْل! عَلِّم حصانك أنْ يعْتَذِرْلِروحِ الطَّبِيعةِ عَمَّا صَنَعْتَ بأشْجَارِنَا:آهٍ، يا أَخْتِيَ الشَّجَرَةْلَقدْ عذَّبوكِ كما عَذَّبُونِيفلا تَطْلبي الْمَغْفِرةْلحَطّابِ أمّي وأمِّكْ.. /2.. لَنْ يَفْهَمَ السّيّدُ الأبْيضُ الْكلماتِ الْعَتِيقَةْهُنا، في النّفوس الطّليقةِ بيْن السّماء وبيْنَ الشّجر..فمِنْ حقّ كولومبوس الْحُرّ أن يَجدَ الهنْد في أيّ بَحْرٍ،ومَنْ حقّه أن يُسمّي أَشْباحَنا فُلفُلاً أوْ هُنودا،وفي وُسْعهِ أَنْ يكسّر بوْصلةَ الْبحْر كي تَسْتقيموَأخطاءَ ريح الشّمال، ولكنّه لا يصدّق أنّ الْبَشَرْسَواسِيّةٌ كالْهَوَاء وكَالْمَاء خَارِجَ مَمْلَكَةِ الْخَارِطَة!وأنّهم يولدون كما تولدُ الناسُ في برْشلونَة، لكنّهم يعْبُدونإلهَالطّبِيعَة في كُلِّ شيْءٍ... ولا يَعْبدونَ الذّهبْ..وكولومبوسُ الحُرّ يَبْحثُ عَنْ لُغةٍ لم يجِدْها هُنا،وعَنْ ذَهبٍ في جَماجِم أجدادنا الطّيّبين، وكَانَ لهُما يُريدُ من الْحيّ والميْتِ فينا. إذًاًلماذا يُواصلُ حَرْب الإبادَة، من قَبْرِه، للنِّهَايَةْ؟ولَمْ يَبْقَ مِنَّا سِوَى زِينَةٍ للْخرابِ، وريشٍ خَفيفٍ عَلَىثياب الْبحيْرات. سَبْعونَ مليون قلْبٍ فَقأْت.. سيَكْفيويكْفي، لترْجع منْ مَوْتنا ملكًا فَوْق عَرْش الْزمانِ الْجَديد..أما آنَ أَنْ نلتقي، يا غريبُ، غَريبْين في زَمَنٍ واحدٍ؟وفي بلدٍ واحدٍ، مَثْلَما يَلْتقي الْغرباءُ على هاويَةْ؟لَنا ما لنا... وَلَنا ما لَكُم منْ سَماءْلكُمْ ما لكُمْ... ولكُمْ ما لَنَا من هواءٍ وماءْلَنا ما لنا منْ حَصًى... ولكم ما لكمْ منْ حَديدْتَعالَ لِنَقْتَسِمَ الضّوْءَ في قُوّةِ الظِّلّ، خُذْ ما تُريدْمنْ اللّيْل، واترُكْ لنا نَجْمتيْن لندْفنَ أَمْواتنا في الْفَلكْوخُذْ ما تُريدُ من الْبَحْر، واتْرُكْ لنا مَوْجتَيْنِ لصَيْدِ السّمكْوخُذْ ذَهَب الأرْض والشّمْس، واتْرُكْ لنا أرْض أسْمائِناوَعُدْ، يا غَريبُ، إلى الأهْلِ... وابْحثْ عَن الْهِنْدِ/3... أَسْماؤُنا شَجَرٌ مِنْ كَلام الإله، وطيرٌ تُحلّق أَعْلَىمن الْبْندُقيّة. لا تَقْطَعوا شجر الاسم يا أيّها الْقادِمُونَمن الْبحْرِ حَرْبًا، ولا تَنْفُثوا خَيْلكُمْ لَهبًا في السُّهُولْلكُمْ ربّكُمْ ولَنَا رَبُّنَا، ولكُمْ دينُكُمْ ولنا دينُنَافلا تَدْفنُوا اللّهَ في كُتُبٍ وَعَدتْكُمْ بِأرْضٍ على أَرْضِناكَما تَدّعونَ، ولا تَجْعَلوا رَبّكُمْ حاجِبًا في بلاط الْمَلِك!خُذوا وَرْدَ أحْلامِنا كَيْ تروا ما نَرى منْ فَرَحْ!وناموا على ظِلّ صفْصافنا كي تَطيروا يَمَاماً يَمامَاكَما طارَ أَسْلافُنا الطيّبون وَعادوا سلامًا سَلامَا،سَتَنْقُصُكُمْ، أيّها البيضُ، ذكْرى الرّحيلِ عن الأبْيضِ المُتَوسّطوستْنقُصكُمْ عُزْلَة الأبَديَّة في غابةٍ لا تُطلُّ على الْهاوِيَةْوتنْقُصُكُمْ حكْمَةُ الانْكسارات، تنْقُصُكُمْ نكْسَةٌ في الْحُرُوبْوتنْقُصُكُمْ صَخْرةٌ لا تُطيع تَدَفّق نَهْرِ الزَّمانِ السّريعسَتْنقُصُكُمْ ساعَةٌ للتّأمّلِ في أيّ شيءٍ، لتُنْضج فيكُمْسَماءً ضروريّةً للتّراب، سَتَنْقصُكُمْ ساعَةٌ للتّردّد ما بَيْنَ دَرْبٍودَرْبٍ، سَيَنْقُصُكُمْ يوربيدوس يَوْمًا، وأَشْعارُ كنْعانوالْبابليّينَ، تْنقُصُكُمْأغاني سُلَيْمانَ عَنْ شولَميت، سَيَنْقُصُكُمْ سَوْسنٌ للْحنينستْنقُصُكُمْ، أيّها اٌّلبِيضُ، ذكرى تُروّضُ خَيْل الْجُنونوَقَلْبٌ يحكّ الصّخور لتَصْقُلهُ في نِداء الكَمَنْجاتْ... ينْقُصُكُمْوتَنْقُصُكُمْ حَيْرةٌ للْمُسدّس: إنْ كانَ لا بُدّ من قَتْلنافَلاَ تَقْتُلوا الْكائنات الّتي صادَقَتْنا، ولا تَقْتُلوا أَمْسَناسَتْنقُصُكُمْ هُدْنَةٌ مَعَ أشْباحِنا في ليإلى الشّتاء الْعَقِيمةْوشمسٌ أقلّ اشتعالاً، وبدرٌ أقلّ اكتمالاً، لتبدو الْجريمةأقَلّ احْتفالاً على شاشَة السّينما، فَخُذوا وَقْتَكُمْلِكَي تَقْتُلوا الله.../4..نَعْرفُ ماذا يُخبّئ هذا الْغُموضُ الْبليغُ لَنَاسَماءٌ تَدلّتْ عَلَى مِلْحِنا تُسْلمُ الرّوحَ. صَفْصافَةٌتَسيرُ على قَدمِ الرّيحِ، وَحشٌ يُؤسِّسُ مَملكةً فيثُقوبِ الْفضاءِ الجَريحِ.. وَبَحرٌ يُمَلّح أَخْشابَ أَبْوابِنا،ولم تَكن الأرْضُ أَثْقَلَ قَبْلَ الخليقة، لكنّ شيئًاكهذا عَرَفْناه قَبْلَ الزّمانِ.. سَتَرْوي الّرَّياحُ لَنَابدايَتَنا والنِّهَايَة، لكِنّنا نَنْزِفُ اليَوْمَ حاضِرَنَاونَدْفنُ أيّامنا في رَمادِ الأساطير، لَيْستْ أثِينا لَنَا،وَنَعْرفُ ما هيّأ الْمَعْدنُ السّيِّدُ اليَوْمَ من أَجْلِناومنْ أَجْل آلهةٍ لَمْ تدافِعْ عَن الْملْحِ في خُبْزِنَاوَنَعْرفُ أنّ الحقيقَةَ أَقْوى من الْحَقّ، نَعْرِفُ أنّ الزّمانْتغيَّرَ، منذ تغيّر نوعُ السّلاح. فمن سوْفَ يَرفَعُ أَصْواتَنَاإلى مَطَرٍ يابسٍ في الْغُيُوم? وَمَن يَغْسلُ الضّوْءَ مِنْ بَعْدِناوَمَنْ سَوْف يَسْكُنُ مَعْبَدَنا بَعْدَنَا? منْ سيحْفظُ عاداتِنامن الصَّخَبِ الْمَعْدنِيّ? "نُبَشّرُكُمْ بِالْحَضَارة" قال الْغريبُ، وَقال: أنَاسَيّدُ الْوقْتِ، جِئْتُ لِكَيْ أرثَ الأرْض منْكُمْ،فَمُرّوا أمامي، لأحْصيَكُمْ جُثّةً جُثّةً فَوْقَ سطحِ الْبحَيْرَة"أبشّركُمْ بالْحضارة" قال، لتحيا الأناجيلُ، قال، فَمُرُّوالِيَبْقى ليَ الرّبُّ وَحْدي، فإنّ هُنودًا يَموتونَ خَيْرٌلسَيّدنا في الْعُلى منْ هُنودٍ يعيشونَ، والرّبّ أَبْيَضوَأَبْيَضُ هذا النّهارُ: لَكُمْ عالمٌ ولنا عالَمٌيقول الغَريبُ كَلامًا غريبًا، ويحفر في الأرض بِئْراًليدفن فيها السّماءَ. يقول الغريب كلامًا غريباًويصْطادُ أَطْفالنَا والْفَراش. بماذا وعَدْت حَديقَتَنا يا غَريب؟بورْدٍ من الزّنْكِ أَجْمَلَ مِنْ وَرْدنا? فلْيكُنْ ما تَشَاءْوَلكِنْ، أتَعْلَمُ أنّ الْغزالة لا تأْكُلُ الْعُشبَ إنْ مَسّهُ دَمُنا؟أتَعْلَم أنّ الجواميس إخْوتُنا والنّباتات إخوتنا يا غَريبْ؟فلا تَحْفِر الأرْض أَكْثَرَ! لا تَجْرَح السُّلحَفَاةَ الّتيتنامُ على ظهْرِها الأرْضُ، جَدّتُنا الأرْضُ، أشجارُنا شعْرُها وَزِينتُنَازهْرُها. "هذه الأَرْض لا مَوْتَ فيها"، فَلاتُغيّر هَشَاشَةَ تكْوينِها! لا تُكسّر مرايا بَساتينِهاولا تُجْفِلِ الأَرْضَ، لا تُوجِعِ الأرْضَ. أَنْهارُنا خِصْرُهاوَأحْفادُها نَحْنُ، أنُتُمْ وَنَحْنُ، فلا تَقْتُلُوهَا....سَنَذْهَبُ، عَمّا قليلٍ، خُذُوا دَمَنا واتْرُكُوهَاكَمَا هِيَ،أجملَ ما كَتَب اللّه فوقَ المِيَاهِ،لهُ... ولناسنسمعُ أصواتَ أسلافنا في الرّياح، ونُصْغيإلى نبْضهمْ في براعم أشجارنا. هذه الأرْض جدّتُنامُقدّسةٌ كُلّهَا، حَجَراً حَجَراً، هذِهِ الأرضُ كُوخٌلآلهةٍ سكنت معنا، نجمةً نجمةً، وأضاءت لناليإلى الصّلاة.. مشينا حُفاةً لِنَلْمَسَ رُوحَ الحَصَىوَسِرْنا عُراةً لتَلْبَسَنا الرّوحُ، روحُ الهواء، نساءايُعدن إلينا هبات الطّبيعةِ تاريخُنا كان تارِيخَهَا. كان للْوَقْتِوَقتٌ لنولَدَ فيها ونَرْجِعَ مِنْهَا إليهَا: نُعيدُ إلى الأرضِ أرْوَاحَهَارُويداً رُويداً. وَنَحْفظَ ذكرى أحبّتنا في الْجِرارْمَعَ الْملْح والزّيْتِ، كنّا نُعَلّقُ أسْماءَهُمْ بُطُيور الجداوِلْوكنّا الأوائِلَ، لا سقْفَ بَيْنَ السّماء وَزُرْقة أَبْوابِنَاولا خيل تأكُلُ أَعْشاب غزْلاننا في الْحُقُول، ولا غُرَبَاءْيمُرّون في ليْل زَوْجاتِنا، فاتْرُكوا النّايَ للرّيحِ تَبْكيعلى شَعْبِ هذا المَكَان الجَرِيح.. وَتَبكي عليكم غَداً..وتبكي عليكم... غدا!5وَنحْنُ نُودّعُ نيرانَنَا، لا نرُدّ التّحيّة.. لا تكْتُبواعلينا وصايا الإله الجَدِيد، إله الحَديد، ولا تطلُبُوامعاهَدةً للسّلام من الميّتين، فلم يبْقَ منهُمْ أحدْيُبشّرُكُمْ بالسّلام مع النّفْس والآخرين، وكُنّا هُنَانُعمّرُ أكْثر، لوْلا بنادقُ إنجلترا والنّبيذُ الفرنْسيّ والإنفلُونْزا،وكُنّا نعيش كما ينْبغي أن نعيش برفقة شعب الغزالْوَنَحفَظُ تاريخَنَا الشّفهِيّ، وكنّا نبشّرُكمْ بالبراءةِ والأقْحُوانْلكُمْ ربّكم ولنا ربّنا، ولكم أمْسُكُم ولنا أمْسُنا، والزّمَانْهُو النّهر حين نُحدّقُ في النّهر يَغْروْرقُ الْوقْتُ فيناألا تحفظون قليلاً من الشّعر كي توقفوا الْمذْبحةْ؟ألم تولدوا من نساءٍ? ألم ترضعوا مثلَنَاحليبَ الحنين إلى أمّهاتٍ? ألم ترتدوا مثلنا أجْنحةْلتلتحقوا بالسّنونو. وكنّا نُبشّرُكمْ بالرّبيع، فلا تَشْهروا الأسْلِحَةْ!وفي وُسْعنا أن نتبادل بعض الْهدايا وبَعْضَ الغِناءْهُنا كانَ شَعْبي. هنا مات شَعْبي. هنا شجر الكستَناءْيُخبّئ أرْواح شعبي. سَيَرْجعُ شَعْبي هواءً وضوءًا وماءْ،خذوا أرض أمّي بالسّيف، لكنّني لن أوقّع باسمِيمعاهدة الصّلح بين القتيل وقاتله، لن أوقّع باسمِيعلى بيع شبرٍ من الشّوك حول حقول الذّرة..وأعرفُ أنّي أودّع آخر شمسٍ، وألتفّ باسميوأسقُطُ في النّهر، أعرف أنّي أعود إلى قلب أٌمّيلتدْخُل، يا سَيّدَ البِيضِ، عصرك.. فارْفعْ على جُثّتيتماثيلَ حرّيّةٍ لا تردّ التّحيّة، واحفر صليبَ الْحديدْعلى ظلّي الْحَجَريِّ، سأصْعد عَمّا قليلٍ أعالي النّشيدْ،وأطلقُ فيها عصافيرَ أصواتنا: ههنا انتصر الغرباءْعلى المِلحِ، واختلط البحرُ في الغيمِ، وانتصر الغُرَبَاءْعلى قشرة القمح فينا، ومدّوا الأنابيب للبرق والكهرباءْهنا انتحر الصّقر غمًّا، هنا انْتَصَرَ الغُرباءْعَلَيْنا. ولم يبْق شيءٌ لنا في الزّمان الجديدهنا تَتَبَخَّرُ أجْسَادُنا، غيمةً غَيْمةً، فِي الفضاءهُنا تتلألأ أرواحُنا، نَجْمةً نَجْمةً، في فضاء النَّشِيدْ6سَيَمْضي زمانٌ طويلٌ ليصبح حاضرنا ماضيًا مثْلناسَنمْضي إلى حتْفنا، أوّلاً، سنُدافع عن شَجرٍ نَرْتَديهوَعَنْ جَرَس اللّيل، عن قمرٍ، فوق أكواخنا نشْتهيهوعن طيش غزلاننا سندافع، عن طين فخّارِنا سَندُافعْوعن ريشنا في جناح الأغاني الأخيرَةِ. عمّا قَليلتُقيمون عالمكُمْ فَوْق عالَمِنَا: مِنْ مقابِرِنا تَفْتَحون الطَّرِيقإلى الْقمر الاصطناعيِّ، هذا زمان الصّناعاتِ. هَذَازمانُ المعادن، من قطعةِ الفحْم تبزغُ شمْبانيا الأقْوياء..هُنالك موْتى ومستوطناتٌ، وموْتى وبولدوزراتٌ، وموْتىومستشْفياتٌ، وموتى وشاشاتُ رادار ترْصُدُ مَوْتىيعيشون بَعْد الممات، وموْتى يُربّونَ وحْش الحضارات مَوْتًا،وموتى يموتون كيْ يحملوا الأرض فوق الرّفاتْ..إلى أيْنَ، يا سيّد البيض، تأخُذُ شعْبي.. وشعْبَكْإلى أيّ هاويةٍ يأخذُ الأرض هذا الرّوبوتُ المدجّج بالطّائِرَاتوحَامِله الطّائرات، إلى أيّ هاويةٍ رحبةٍ تَصعَدُونلكم ما تشاؤون: رُوما الجديدة، إسْبارطةُ التكنولوجياوَأيديولوجيا الجنون،ونَحنُ، سَنَهْرُبُ من زَمَنٍ لم نُهيّئ لَهُ، بَعْدُ، هاجسَنَاسَنَمضى إلى وَطن الطّير سربًا من البَشَر السّابقينْنطلّ على أَرضنا منْ حصى أرضنا، من ثُقوب الغُيُومْنطلّ على أَرْضنا، منْ كلام النّجوم نُطلّ على أرضِنَامنْ هَواء البُحيْرَات، من زغب الذّرة الهَشِّ، مِنزَهْرَة القَبْر، من وَرَقِ الحوْرِ، من كُلّ شَيْءيحاصِرُكُم، أيّها البيضُ، موتى يموتون، موتَىيعيشونَ، موتى يَعودونَ، موتى يبوحُونَ بالسِّر،فلتمهلوا الأرضَ حَتَّى تقولَ الحقيقةَ، كُلُّ الحَقيقَةِ،عَنْكُموَعَنَّا....وَعَنَّاوَعَنْكُم!7هُنالك مَوْتى ينامونَ في غُرفٍ سَوْفَ تَبْنونَهاهنالك مَوْتى يَزورون ماضَيهُم في المَكان الّذي تَهْدِمونْهنالك مَوتى يمرّون فَوقَ الجسورِ الّتي سوفَ تَبْنونَهاهنالِك مَوتى يُضيئون لَيْل الفَراشات، مَوْتَىيجيئونَ فَجْرًا لكي يَشْربُوا شايهم مَعَكُم، هادِئينْكما تَرَكَتْهمْ بنادُقكُم، فاتركوا يا ضُيوفَ المَكانْمَقاعَد خاليةً للْمُضيفينَ.. كي يَقْرأُواعليكُمْ شُروطَ السّلامِ مَعَ المَيّتين! Tags احدث المنشوراتالمقالات Facebook Twitter Whatsapp أحدث أقدم