انفتاح النص وثراء التأويل .

0

توجد علاقة وثيقة ومتلازمة بين فعل أنتاج النصوص ،وبين فعل تلقيها ؛لأننا في واقع الأمر نعايش ثقافة نصوصية تجعلنا لا ندرك العالم ،ومايحيط بنا إلا من خلال ما تنتجه النصوص بوصفها مصدرًا للمعرفة ،ونافذة مفتوحة على الحاضر ،والماضي بحيث تسمح للذوات أن تدرك كينوتها الفعلية ، فالنصوص تتولد من ذوات وتتوجه نحو ذوات أخرى بهدف مد جسور التفاعل والتواصل بين مختلف الثقافات ؛ولهذا لا يكتب النص لذات محدودة وبخصوصيات معينة ،وحتى إن سلمنا بذلك فإن ذوات أخرى لامحالة تختطفه ،ولا يكون بالضرورة من زمن معين أو من ثقافة مخصوصة .
إن النص إنساني يخترق الحدود الجغرافية والسياسية ،وينسف الاختلافات الثقافية الأيد يولوجية والفكرية – دون أن يلغيها بطبيعة الحال –لأنه يؤمن بالاختلاف والتعدد، اختلاف الثقافات وتعدد الذوات ،وقدرتها على التواصل والتفاعل ، لإنتاج ذاتها أساسًا ،ولإنتاج المعرفة عبر بوابة إنتاج المعنى ،وننتج نصوصًا ؛لأننا نبحث عن المعنى ، ونقرأ نصوصًا ؛لأننا نبحث عن المعنى أيضًا .
- قارة مصطفى نور الدين : النص الأدبي من النسق المغلق إلى النسق المفتوح ، كلية الآداب ، جامعة وهران ، الجزائر ، 2010م ، ص198.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)