إن الإسكندرية تطل على بحر حالم ،
فأمواجه الهوميرية تتدافع وترتد ،يحركها
النسيم العليل من رودس وبحر إيجة .إن التنزه على شاطىء الإسكندرية يشعرك
على الفور وكأنك تسير على حافة الهاوية ، مالسبب في ذلك ؟إنه ليس فقط تلك المدينة
الإغريقية الحزينة المائلة أمامك ،وإنما أيضًا تلك الخلفية من الصحاري الممتدة إلى
قلب إفريقيا ، إنها مكان الفراق الدرامي ، والقرارات النهائية والأفكار الأخيرة ،
كل منا يشعر بنفسه ، مندفعًا إلى أبعد حد، إلى نهاية قدرته على الاحتمال ، فيتحول
الناس إما إلى رهبان وراهبات أو شهوانيين أو نساك وذلك دون أى إنذار ، وكما يختفي
الكثيرون ببساطة ، ويموتون هنا صراحة . إن المدينة لا تفعل شيئًا ! إنك فقط لا تسمع
شيئًا سوى ضوضاء البحر وأصداء التاريخ العجيب" ([1]).
[1]
- ا.م فورستر : الإسكندرية تاريخ ودليل ، ترجمة ، حسن بيومي ، مقدمة لورنس داريل ، المجلس الأعلى للثقافة ، 2000م،
ص25-26.