مما لا ريب فيه أنَّ
النص الأدبي سواء أكان قصيدًا شعريًا أم نثرًا فنيًا،لايفتأ أن ينطوي على معنى من جهة
كونه يعدّ خطابًا، ومسحة فنية من جهة أخرى ترسي الجمال فيه وتضفيه عليه عن طريق هندسة
الأول وبأورته- أي عملية بناء المعنى – بشكل متّسق ومنسجم، يضمن حياة النص وتجدده يجذب
القارىء إليه ويشدّ انتباهه.
وللخطاب الشعري العربي
المعاصر ميزات وخصائص تجعل من نصّه الواحد متنًا لنصوص متوارية فيه وموازية له بعد أن
يتجاوزفيه المعنى لفظه، ليتحول إلى معنى ثانِ وثالث ومحتمل، عبر علاقات مرئية تمنح المجرّد شكلًا
تارة، ولا مرئية تسهم في توليد الدلالات وخلق فضاءات نصية تارة أخرى ([1])
[1] - محمد
مراح: هندسة المعنى في الشعر العربي
المعاصر" محمود درويش نموذجًا"، مشروع (تحليل الخطاب)
للدكتور عبدالوهاب ميراوي، كلية الآداب ، جامعة وهران ، الجزائر، 2013م.