إنّ
الحديث عن الزمن الروائي" يتطلب الحديث عن زمنين : زمن للكتابة وزمن
للتشكل ، يقتضي الزمن الأول مجموعة عمليات لملء فضاء الكتابة، والحشد التظاهرات
النظامية لبناء النص الروائي، في حين يتطلب الزمن الثاني تضمين علامات نصية عدة يتم
بوساطتها تقييم المعطيات الزمنية التي تنسج العمل الروائي كلّه، وقد تتضمن إشارات
زمنية صريحة تحيل إلى الزمن الفيزيائي المتداول ، وقد تحيل إلى إشارات زمنية كثيفة
تدعو إلى تحليلها واستنباط مدلولاتها .
إنّ
الحديث عن الزمن السردي له شجون مختلفة وإمكانيات في استباق الأحداث واسترجاعها
للإمساك بخيوط جمالية السرد، ولهذا يقترح ( جيرار جينيت ) دراسة ذلك من خلال دراسة
تقنيات الزمن : ( الخلاصة ، الاستراحة، القطـع، المشهد ، التناوب ، الانتقال ،
الاستغـراق ، المسافـة ، الصيغـة ، الحدث ، المنظـور ، التبئير ) ، ويطلق ( جينيت
) تسمية : ( الترتيب الزمني ) لنظام ترتيب الأحداث ، أو المقاطع في الخطاب السردي
من خلال نظام تتابع هذه الأحداث ، أو المقاطع الزمنية نفسها في النص .
إنّ الزمن الذي يضفي
على تشكله طبيعة نظامية، هو زمن القص الذي يوظفه السارد على مستوى التداخل بين مستوى
الزمن ومستوى الشخصية ، هذا التداخل يؤدي إلى التداخل الوظائفي بين مدلولات الزمن
، ومدلولات حضور الشخصية في عملية القص ، ويقود أيضاً إلى إضفاء الجو الدرامي
الحركي على تشكل دوال النص"([1])
[1] - محمد سالم سعد الله: أقنعة الزمن
السردي "مدخل نقدي لمجموعة ( لا
مكان للغريب ) لناديا خوست ، إتحاد الكتاب العرب ، دمشق ،
1990 .