أجيال التافهين التائهين

0


 وقد كانت غلبة المسلمين الأوائل، والمكانة التى بلغوها نتيجة علم عظيم وعمل أعظم...!


ثم جاء الأعقاب الكسالى يملأون أفواههم فخرا بأنهم مسلمون ويحقرون الآخرين الذين حرموا هذه النعمة، ولا يعملون للإسلام شيئا..


لكن حفيد الملوك لا يغنيه نسب، ولا يسبق به فى عالم الكفاح فخر وادعاء، إذا كان أبناء الصعاليك قد انتهزوا كل فرصة، وتزودوا بكل سلاح، ثم نازلوه فغلبوه...!!!!

ولقد انتصر اليهود لذلك فى فلسطين.


وانتصرت قوى أخرى للشر في غير مكان..


وذلك سر البلادة التى تستولى على بعض الناس وتجعل موقفهم من الحق ومطالبه فاترا.


أغلب الظن أنهم لا يفقهونه، وإذا فقهوه لا يقدرونه، وإذا قدروه يتثاقلون عن التضحية من أجله...!


وتدبر قول الله فى التعويض بهؤلاء: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون * ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون).


وانظر العاقبة التى يصيرون إليها فى هذه الحياة! إن بلادتهم تتحول إلى بهيمية، وعجز مشاعرهم عن الإدراك والإحسان يخلق منهم دواب بشرية (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * و لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم و لو أسمعهم لتولوا و هم معرضون).


وهذا المستوى المنحط من الوجود لا يسمى حياة وإن زعم أصحابه أنهم أحياء يأكلون ويتمتعون.


ولذلك يناديهم الله جل شأنه أن يدخلوا فى دينه، وأن ينخلعوا عن أهوائهم وأوهامهم، فهذا وحده طريق الحياة..(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم ..).


والمسلمون المعاصرون أحوج أهل الأرض لتدبر هذا الدرس، والاستنارة به في الظلمات التي تكتنفهم من كل ناحية...!


_  محمد الغزالي _الإسلام والطاقات المعطلة _

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)