يقول المجاهد المجتهد علي عزت بيجوفيتش:" ان الانسان يتميز عن سائر الكائنات الحية بأمرين وهما الأخلاق والفن ،اما عن الأخلاق فمصدرها الدين حتى لدى أولئك الملحدين ،ولن تجد حيوان او طائر اوحشرة لديها اخلاق ولكن الخالق جبلها على تحقيق مصلحتها فقط بغض النظر عن اي اعتبارات اخلاقية ،عكس الانسان السوي الذي تتحكم الأخلاق في جل تصرفاته،وحتى مصلحته يجب ان يحققها من خلال الاعتبارات الاخلاقية المتعارف عليها
اما الفن كما عبر عنه أرسطو ويعني المحاكاة (Drame)وهي كلمة يونانية قديمة تعني المحاكاة ،ولن تجد مخلوق مرئي لنا لديه هذه المكنة ،سوى الانسان ، ولكن الفن الحقيقي والذي يمكن ان يرتقي بالأمم ليس ذلك الذي يحاكي الواقع ،الفن ليس نقل مايحدث في حجرات النوم على الملأ ،ولكنه محاولة جادة وعبقرية للإنسان للخروج من سجن الواقع الى رحاب الكمال انه هروب من نقص الانسان وقبح الواقع الى كمال ماوراء الطبيعة ،او هكذا يجب ان يكون ،ان ينقلنا إلى رحاب من الجمال والكمال الى الألوان البهيجة الى الفرح والسرور او حتى الى الحزن النبيل ،ان الفنان قد لايدرك مثل هذه المعاني كما يدركها عالم الدين اوالفيلسوف او من لديه العلم ولكنه يستطيع ان ينقلنا بموهبته الفزة الى هذا العالم المأمول مستخدما ادوات وموجودات الحياة التي نعيشها حتى نصدقه
واقصد بالطبع الفنان الحقيقي وليس هؤلاء عديمي الموهبة ثقيلي الظل الذين يصرون على محاكاة القردة ،ويقودون العالم دائماً الى الأسوأ .

