لئن كانت نظرة الإعجاب لتراثنا تبعث في
نفوسنا الشعور بالفخر والأريحية فلا ينبغي أن تأخذنا مأخذ التعصب له والانغلاق
عليه ، بل يتعين علينا أن تتحرك دئمًا حركة جدلية تأويلية بين وعينا المعاصر وبين
أصول هذا الوعي في تراثنا ، فالتراث في – النهاية – ملك لنا تركه أسلافنا لا ليكون
قيدًا على حريتنا وعلى حركتنا بل لنمثله ونعيد فهمه وتفسيره وتقويمه من منطلقات
همومنا الراهنة ، ونحاول أن نستجلي كنوزه المكنونة بين طيات الكتب ، لنثبت وجاهة
طروحاته وآرائه ،ومن ثم نسعى – ضوئها – إلى تشكيل وعينا المعرفي المعاصر " ([1])