يقول مايكل بروفانس في كتابه المترجم حديثا بعنوان "الجيل العثماني الأخير"
.....
"كانت الدولة العثمانية دولة حديثة تفرض الضرائب، وتعلم، وتجند، وتحصي، وتحظى بقبول ملايين المواطنين. وكان العرب جزءًا من الدولة العثمانية على المستويات كافة؛ فقد كانوا يدلون بأصواتهم، ويتولون المناصب، وينشرون الصحف، ويرتادون المدارس ويديرون المكاتب الحكومية، ويقودون الجيوش والمستشفيات، والجامعات. وقد ثري بعضهم وأفلس آخرون، ولا تزال بعض الأسر في القاهرة وبيروت وبغداد والموصل ودمشق وحلب غنية بفضل الثروات التي جمعها أسلافها العثمانيون. ولقد محا التاريخ القومي العربي والقومي التركي على مدى مئة عام تفاصيل حياة هؤلاء. ومن منظور القومية التركية، لم يكن أحد يعتقد أن العرب كان بإمكانهم شغل أرفع مناصب الدولة العثمانية ومراكزها. ومع ذلك، فإن القادة العرب العثمانيين مثل ياسين الهاشمي كانوا على قدم المساواة في الرتبة والتميز مع مصطفى كمال أتاتورك.
...
من المنظور العربي، أصبحت الثورة الهاشمية عام 1916 أكثر من مجرد تمرد برعاية جاسوس بريطاني على الجيش العثماني. تحدثت الكتب المدرسية القومية العربية عن 400 عام من الاحتلال التركي، ومحت البرلمانيين العرب المنتخبين مثل شكيب أرسلان، وساسون حزقيال والعسكريين مثل ياسين باشا، وحتى الصدور العظام من أمثال محمود شوكت باشا. في بعض الحالات أصبح الناس في النهاية أتراكا، أو يونانيين، أو عربًا، وزعموا سرديات جديدة لإضفاء معنى على حاضر غير عادل؛ إذ لم تعد الهوية العثمانية الكوزموبوليتانية التي عاشوا بها خلال حياتهم الأساسية ذات معنى".
- The Last Ottoman Generation and the Making of the Modern Middle East.